13 - 06 - 2025

مؤشرات | 500 يوم على الحرب.. وهل ستُغير "القنابل العنقودية" الوضع في أوكرانيا

مؤشرات | 500  يوم على الحرب.. وهل ستُغير

500 يوم تمر على الحرب الروسية الأوكرانية، والمعلومات تؤكد أن الوضع (محلك سر)، الروس مازلوا على الأراضي الأوكرانية، والدعم الأمريكي الأوروبي لا نهاية له، ولم يتوقف يومًا واحدًا، بل وصل إلى مراحل متقدمة.

وفشل انقلاب مجموعة "فاجنر" في تحقيق أي أهداف، بل فتح الطريق إلى خيارات جديدة في الحرب من جانب الروس، مع إبعاد مرتزقة "فاجنر" عن ساحة الحرب، والتي كان لها دور في تحقيق انتصارات في اقتحام بعض المدن.

500يوم لا يمكن الجزم بمن هو الغالب والمغلوب، فخسائر روسيا مازالت تتكرر، ولا يمكن نكرانها، وتدهورالوضع في أوكرانيا أصبح هو العلامة والشاهد الرئيسي في المعارك، والتي أضحت لا نهاية لها، باعتراف الأوكرانيين أنفسهم، وربما فقدوا الأمل في أي ضوء في أخر النفق، الذي تسيَّده الظلام، والظلام فقط.

وقبل حلول اليوم الـ500 حدث تطور مهم بالكشف عن تزويد الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا بالقنابل العنقودية، صاحبة السجل السئ في حروب أمريكا الخارجية في العراق وأفغانستان، والتي يعتبرها المحللون والخبراء أنها صاحبة أكبر سجل سئ في قتل المدنيين.

وإعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن قراره بتزويد كييف بهذا النوع من السلاح قرارا صائبا،لتوفير ذخيرة لأوكرانيا بعد نفاد مخزونها، حيث كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية، ضمن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لدعم كييف في هجومها المضاد ضد روسيا.

لاشك أن هذه الخطوة مهمة للأوكران، حيث اعتبرها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خطوة "في الوقت المناسب"، وهناك أنباء عن استخدام هذا النوع من الذخائر من روسيا وأوكرانيا خلال الحرب، بالرغم من أن القنابل العنقودية فئة من الأسلحة التي تحتوي على سلسلة من القنابل الصغيرة المتفجرة، وهي محظورة من قبل أكثر من 120 دولة.

ويأتي السؤال المهم، حول مدى ما يمكن أن تساهم به القنابل العنقودية في تغيير الصورة والواقع على الأرض؟.. 

والإجابة على هذا السؤال تجيب على قلق الأوكران من طول أمد الحرب، مع البطء الشديد المرصود في تقدم القوات الأوكرانية بدون أسلحة وذخيرة كافية، ومع تعرض مدنها الرئيسية لتهديد مستمر، فمنذ بداية يونيو شن الجيش الأوكراني هجومًا لاستعادة الأراضي التي احتلتها القوات الروسية في الشرق والجنوب، دون نتائج بالرغم  مما تكبدته، القوات الروسية من مقاومة شرسة، بل هناك شهود عيان أوكرانيون يؤكدون لوسائل إعلام، أن القوات الروسية شيدت تحصينات قوية ولديها الكثير من المعدات، بل يرون أن تقدم قوات أوكرانيا ليس من السهل عليهم، إلا أن الأمل موجود بالفوز في المعركة.

وعلى الرغم من تلقي الجيش الأوكراني مساعدات عسكرية غربية بمليارات اليورو ، إلا أنه لم يتمكن من استعادة سوى عشرات القرى وبضع مئات من الكيلومترات المربعة من الأراضي منذ بدء الهجوم.

فهل ستحقق القنابل العنقودية جديدا للأوكران؟.. الإجابة في جزء منها يقولها خبراء"هناك تأكيدات بأن الأوكرانيين يمكنهم استعادة أراضيهم، بل في بيان مشترك، قال زعماء جمهوريون أمريكيون في لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ " إن تحرك الرئيس بايدن سيسمح للقوات الأوكرانية باستهداف القوات الروسية والقضاء عليها بشكل أكثر كفاءة".

ورغم الإنتقادات الشديدة للاستخدام المتزايد والمتوقع للقنابل العنقودية بشكل أوسع، من جماعات حقوق الإنسان وبعض الديمقراطيين، ووصف السفير الروسي في واشنطن القرار الأمريكي بأنه يتسم "بالسخرية والاستهتار"، إلا أن الأوكران ومن ورائهم الأمريكان والأوروبيون يرون فيه الأمل الأكبر في تغيير مسار الحرب.

ويبقى لإستكمال الصورة الموقف على الجبهة المقابلة في روسيا، وكيفية الرد على ذلك، في ظل أنباء من الجانب الأوروبي بشأن وجود إستخدام فعلي من جانبها لهذه النوعية من القنابل..

ويبقى الموقف رهن ما سيحدث على الأرض.. رغم تعهد السلطات الأوكرانية للأمريكان بتوفير "ضمانات مكتوبة" بشأن استخدامها بشكل آمن يحد من إلحاق الضرر بالمدنيين من تلك الأسلحة.
-------------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | قرصنة صهيونية ضد الإنسانية